احتباس حراري ام دورة الجليد - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


احتباس حراري ام دورة الجليد
فاضل فخ الدين - 19\08\2010
اغلب المقالات باللغة العربية التي قرأتها حول هذا الموضوع تناقشه من اتجاه واحد وكأن النقاش العالمي محسوم في سبب التغير المناخي لصالح الزيادة في غازات الاحتباس الحراري ولكن الامر ليس كذلك ولاسباب وجيهة ولهذا جمعت هذه المادة لمن يحب الاطلاع.

يدور نقاش عالمي بشقين علمي وسياسي حول التقلب المناخي العالمي (Climate Change)، من ارتفاع معدلات درجات الحرارة (الاحترار العالمي Global Warming) وانحسار بقعة الجليد في القطب الشمالي والتقلبات المناخية من سيول وثلوج في مناطق كانت حارة وبالمقابل ارتفاع درجات حرارة وتصحر في مناطق كانت رطبة وباردة.
يتفق الجميع ان درجات الحرارة في ارتفاع مستمر منذ العام 1000 ولكن ما يختلفون عليه هو من المسؤول. تحديد المسؤولية له عواقب اقتصادية وخيمة على الدول الصناعية الكبرى المنتج الاكبر لغازات الاحتباس الحراري ومن هنا يأتي الجدل العلمي بطرح فرضيتيين متعاكستين لم يحسم الجدال حولهما وقد يكون للضغوط السياسية دور كبير في تفضيل احداهما على الاخرى وهذا الاختلاف في الاراء يشابه الى حد ما الجدل الدائر حول تأثير اشعاعات التلفونات الخلوية على الصحة.

الفرضية الاولى تقول ان الانسان هو المسؤول عن التغير المناخي وقد بدأ بذلك منذ الثورة الصناعية .
والفرضية الثانية تقول ان دورة الجليد الكونية هي المسؤولة وتأثير الانسان مهما كان يبقى ضئيلا جدا ولا يذكر.
وسأطرح الفرضيتين مع النقاط التي تثبتها.

الفرضية الاولى، الانسان هو المسؤول:

• امواج الشمس الضوئية تسخن الارض وتنعكس الى اعلى موجات حرارية يهرب جزء منها الى الفضاء ويبقى جزء اخر منها محبوسا داخل الغلاف الهوائي للارض بسبب غازات سميت غازات الاحتباس الحراري تشكل غلافا يعكس الحرارة ويمنع تسربها.
• أهم غازات الاحتباس الحراري هي ثاني اكسيد الكربون، الميثان، اكسيد النتروز، وغازات الفلوروكربون.
• تشكل هذه الغازات في طبقات الجو العليا عازلا يمنع حرارة الشمس المنعكسة من الارض بالهروب من الغلاف الجوي فتزيد من حرارة الارض اي تفعل هذه الطبقة في غلاف الارض ما يفعله غلاف النايلون او الزجاج في الدفيئة Greenhouse التي تستعمل لزرع الخضروات في الشتاء او ما نحسه صيفا من حرارة داخل سيارة مغلقة النوافذ ولذلك سميت غازات الدفيئة.
• الانسان مسؤول عن زيادة انبعاث هذه الغازات .
• حرق الوقود الاحفوري أي بشكل اساسي البترول ومشتقاته والفحم الحجري ينتج ثاني اكسيد الكربون. الاشجار تستهلك الماء والمعادن وثاني اكسيد الكربون مع ضوء الشمس في عملية التمثيل الضوئي لتنتج الاكسجين والغذاء والخشب ومواد عضوية اخرى. والانسان يقطع الاشجار ويحرق الوقود الاحفوري وبذلك يبعث 30 الف طن من ثاني اكسيد الكربون سنويا الى الجو، ربعها تأتي من الولايات المتحدة. (تستهلك الولايات المتحدة ربع الاستهلاك العالمي من البترول). بعد فحص عينات من الجليد من القطبين وتحديد كمية ثاني اكسيد الكربون فيها تبين ان هذا الغاز بازدياد مطرد منذ مئة عام. قطع الاشجار يساهم ب 15% من كمية ثاني اكسيد الكربون. وبالتالي فقد ارتفعت معدلات الحرارة عالميا بمقدار خمس درجات مئوية خلال القرن الماضي.
• الميثان هو غاز المستنقعات وتطلقة الماشية في عملية الهضم ومزارع الارز وكل هذه زادت بسبب الازداد السكاني.
• اكسيد النتروز أو غاز الضحك يستعمل في التخدير ويطلق طبيعيا من المحيطات ويطلق أيضا من الاسمدة المشتقة من النيتروجين. وقد ازداد انبعاث هذا الغاز بأكثر من 15% منذ عام 1750.
• طبقة الاوزون في اعالي الجو تمنع اشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة (تسبب سرطان الجلد) من الوصول للارض. غازات الفلوروكاربون تستعمل في البرادات والمكيفات وفي علب البخاخات المضغوطة، وقد تم منع استعمال الكلوروفلوركاربون في الولايات المتحدة تدريجيا منذ السبعينات لما اتضح من تأثيره السلبي على طبقة الاوزون واستبدل بالهيدروفلوروكربون الذي لا يؤذي الاوزون ولكنه بالمقابل احد غازات الدفيئة.

الفرضية الثانية، دورة الصقيع:

• ارتفاع درجات الحرارة بدأ قبل الثورة الصناعية وتحديدا قبل 18000 سنة عندما بدأ الجليد بالذوبان لتخرج الارض من العصر الجليدي الحديث حيث كانت معظم القارات مغطاة بطبقات هائلة من الجليد.
• ترتفع درجة حرارة الارض "مؤقتا" لفترات تتراوح بين 15 وعشرين الف سنة قبل ان تعود الى التجمد. قبل 8000 سنة مثلا ادى ذوبان الجليد لغمر مضيق بيرنغ بالمياه ليقطع طريق هجرة الانسان والحيوان بين روسيا وامريكا الشمالية.
• يطلق العلماء اسم العصر الجليدي الصغير على الفترة بين الاعوام 1400 و 1860 حيث كانت حرارة الارض منخفضة بشكل عام وتميزت فصول الشتاء ببردها القارس في تلك الفترة.
• مع نهاية العصر الجليدي الحديث ارتفعت حرارة الارض 8 درجات مئوية وارتفعت مياه المحيطات 90 مترا.
• بين اعوام 1940 و 1970 اخذت درجات حرارة الارض بالانخفاض الملموس وقد حذر بعض العلماء ان الارض اخذة بالعودة للعصر الجليدي ولكنها في الثمانينات والتسعينات بدأت بالارتفاع مجددا فاخذ العلماء يحذرون من الاحترار العالمي .
• عندما انتشر الخبر عالميا عام 2007 ان القطب الشمالي وصل لاوطأ قياس مسجل للجليد خلال 30 عاما كان القطب الجنوبي في اعلى قياس للجليد خلال نفس الفترة ولم تشكل هذه الحقيقة خبرا مهماً لوكالات الانباء.
• غازات الاحتباس الحراري تؤثر في تغيير حرارة الارض ولكن هذا التأثير لا يتعدى ال 3% على الأكثر.
• الاسباب الاساسية في تغيرات درجات الحرارة تنقسم ل:
• اسباب فلكية مثل:
o دورة 11 سنة ودورة 206 سنة في عدد وفعالية البقع الشمسية وهي بقع دائرية سوداء قطرها 37000 كيلومتر تطلق امواج من الاشعاعات الشمسية تبلغ ذروتها كل 11 سنة وتؤثر على مناخ الارض.
o دورة 41000 سنة في تمايل خط ميلان محور الارض عن خط الاعتدال الطبيعي في دورة تتراوح بين 21.6 و 24.5درجة واليوم هذا الميلان عن المحور يبلغ 23.5 درجة. الميلان عن المحور يسبب تغيرات في توزيع الاشعاع الشمسي على الارض وعلى طول فترات الظلام الشتائي، فنحن نقول ان الاعتدال الربيعي يقع في 21 اذار والخريفي في 21 ايلول بينما هو في الحقيقة يختلف من سنة لسنة حسب دورة التمايل في خط الميلان عن المحور.
o دورة 100,000 سنة في شكل دوران الارض البيضاوي حول الشمس.
• اسباب جوية:
o غازات الاحتباس الحراري.
o درجة انعكاس اشعة الشمس بسبب الغيوم البيضاء او الادخنة المتصاعدة .
• اسباب تكتونية:
o تغيير توزيع الثقل في القارات تسبب تغييرات في التيارات الدائرية لمياه المحيطات التي تؤثر بدورها على المناخ العالمي.
o تحرك الطبقات الصخرية في قاع المحيطات التي تسبب في تحريك القارات .